الأبطال الحقيقيون للرياضة المجتمعية: كل ما يتعلق بمهرجانات الواعدين للرياضات المتعددة والألعاب الأولمبية

على مدى أكثر من أسبوعين، اتجهت كافة الأنظار نحو الألعاب الأوليمبية وعلى العناوين الرئيسية المتنوعة. لقد اجتذب هذا الحدث العالمي قدراً كبيراً من الاهتمام ورأس المال، ولكنه كرر أيضاً العديد من الخرافات والأخطاء المتعلقة بإرثه.

إن الاختلافات بين رياضة الواعدين ورياضة النخبة القائمة على المنافسة واضحة للغاية لكل من لديه نظرة على قطاع رياضة الواعدين. وينطبق هذا على الاختلافات في الأهداف والوصول والتنظيم والتكاليف. حيث تعد هذه الاختلافات واضحة خاصة عندما تتعلق بالمهرجانات الرياضة المتنوعة.


تقيم العديد من المؤسسات الرياضية الخاصة بالواعدين مهرجانات لرياضات متنوعة، العديد من هذه المهرجانات  قائمة منذ عقود طويلة - لأكثر من 150 عاماَ، على سبيل المثال: مهرجان Sokol SLET التشيكي ومهرجان الجمباز الدولي الألماني كلاهما يعود تاريخهما إلى ستينيات القرن التاسع عشر - قبل عقود من الألعاب الأولمبية الحديثة الأولى.
 

أقيم مهرجان التشيك Sokol SLET2024 في براغ في الأسبوع الأول من شهر يوليو، وسيقام مهرجان الجمباز الألماني الدولي المقبل في لايبزيغ في نهاية مايو 2025. وكلاهما مفتوح للمشاركة الدولية، وكلاهما يحتفل بالأنشطة الرياضية للواعدين وكلاهما يوفر تجارب مشاركة حقيقية للأطفال والمراهقين والبالغين من جميع الأعمار.

ورغم أن الألعاب الأوليمبية قد تكون مبهرة، فإن هذه المهرجانات المحلية هي التي تصنع الفارق الحقيقي. فهي فعالية تشجع الجميع ــ الأطفال والمراهقين والبالغين ــ على ممارسة النشاط البدني والحفاظ على الصحة. ومع وجود 1.8 مليار بالغ في مختلف أنحاء العالم غير نشطين ، فنحن في حاجة إلى المزيد من هؤلاء الأبطال الواعدين!

وتسلط هذه المهرجانات الضوء بشكل مباشر على قوة المجتمعات المدنية، والعمل الضخم الذي تقوم به الأندية الرياضية ــ التي يقودها العديد من القادة المتطوعين المتفانين بالعمل ــ حيث تشكل المشاركة والاستمتاع وتكوين الصداقات أهدافاً مشتركة. فقد استضاف مهرجان سوكول التشيكي للجمباز في عام 2024 نحو 20 ألف مشارك في مسابقات وعروض ودية، ومن المرجح أن يضم مهرجان الجمباز الألماني الدولي في عام 2025 ما بين 60 ألفاً و70 ألف مشارك نشط من جميع الفئات العمرية.

الألعاب الأولمبية – حدث رياضي متعدد المنافسات 

في الأسابيع القليلة الماضية، أقيمت دورة الألعاب الأولمبية 2024 في باريس وأماكن مختلفة في فرنسا. تنافس 10500 رياضي في 329 حدثًا لرصد الميداليات في 32 تخصصًا مختلفًا. بالإضافة إلى ذلك، سيتنافس حوالي 4500 رياضي في الألعاب البارالمبية، بدءًا من 28 أغسطس - سيشارك في هذه المنافسات 15000 مشارك نشط. الألعاب الأولمبية والألعاب البارالمبية هي حدث رياضي  "بدعوة فقط" حيث يتعين على الرياضيين التأهل للانضمام.
 

التكاليف والسلامة العامة

في حين يتم تأمين هذه المهرجانات من قبل فرق أمنية عادية، تواجه الألعاب الأولمبية اليوم متطلبات ضخمة خاصة بالسلامة العامة والأمن . وتشير التقديرات إلى أن 40 ألف شخص مختصون بالأمور المتعلقة في الأمن وهذا بشكل يومي. كما زادت تكاليف استضافة الحدث على مدى العقود الماضية. ومن المعقول أن نقدر أن تكلفة استضافة الألعاب الأولمبية اليوم ستبلغ حوالي 12 مليار يورو - أو بعبارة أخرى، مليون يورو لكل رياضي نشط. وبالمقارنة، فإن تكاليف استضافة مهرجانات الواعدين متعددة الرياضة لا تتجاوز بالمجمل  200 يورو لكل مشارك نشط. والواقع أن  من هذه الأحداث الرياضية مختلفة تمامًا - وواقع مختلف تمامًا.

استمتع بالأحداث الرياضية المتعددة. استمتع بالألعاب الأوليمبية الصيفية. ولكن كن على دراية ببعض الأساطير القديمة التي تثيرها الألعاب الأوليمبية. الأسطورة الأولى هي أن حدثًا مثل الألعاب الأوليمبية من شأنه أن يلهم العديد من الناس ويزيد من المشاركة الرياضية. من المحتمل أن تلهم الألعاب الأوليمبية بعض الأفراد لمتابعة مهنتهم الرياضية، ولكن كداعم للمشاركة الرياضية العامة، تُظهر جميع البيانات أنها لا تحقق أي تأثير مفيد. دعونا نتذكر أن الأبطال الحقيقيين للرياضة هم المشاركين في رياضات الواعدين وتلك المهرجانات التي توفر تجارب المشاركة الحقيقية للأطفال والمراهقين والبالغين من جميع الأعمار.

تم كتابة هذه المقالة بواسطة موجينس كيركيبي، رئيس الرابطة الدولية للرياضة والثقافة (ISCA). وقد نُشرت في الأصل على موقع ISCA الإلكتروني وأعيد نشرها هنا بإذن من ISCA. تم إجراء تغييرات تحريرية طفيفة على هذه النسخة لتعكس أن sporanddev تنشرها بعد انتهاء دورة الألعاب الأولمبية في باريس 2024.

جميع الصور من مهرجان Sokol SLET التشيكي 2024. شاهد المعرض الكامل على https://slet2024.cz/galerie