الاستثمار في رياضة الأشخاص ذوي الإعاقة

اختتمت بنجاح مؤخرا النسخة الأولى من منتدى الاستثمار الرياضي (SIF) الذي نظم برعاية من وزارتي الرياضة، والاستثمار، واستمر لمدة 3 ايام في الرياض، المملكة العربية السعودية،  بمشاركة اكثر من 140 متحدثا، واكثر من 3 آلاف مشارك، و50 جلسة وورشة عمل، تخلل المنتدى أيضا توقيع عدد من الاتفاقيات في مجال الاستثمار الرياضي، وفي الغالب تهدف مثل هذه المنتديات الرياضية إلى طرح واستكشاف الفرص المتاحة وإلى تنويع الاستثمارات في القطاع الرياضي.

اليوم لم يعد الاستثمار في الرياضة حكرا على الرياضات الجماهيرية التي نحظى بشعبية واسعة فقط؛ فمع تزايد الوعي بأهمية دمج الأشخاص ذوي الإعاقة في مختلف جوانب الحياة بما فيها الرياضة، بدأ يظهر قطاع استثماري واعد يحمل في طياته فرصا استثمارية تحقق عوائد مالية واجتماعية وإنسانية ذات جدوى.

إن الاستثمار في رياضة الأشخاص ذوي الإعاقة هو استثمار ذكي يستجيب لتوجهات عالمية متزايدة تؤكد على المساواة والشمولية والتنوع، وعلى أن ممارسة الأشخاص ذوي الإعاقة للرياضة حق من حقوق الإنسان.  

أظن أنه لا يمكن فصل رياضة الأشخاص ذوي الإعاقة عن القطاع الرياضي العام، إذ إنها تعتبر مكونا أساسيا وجزءا لا يتجزأ منه، لأن شريحة أفراد هذه الفئة يشكلون ما يزيد عن 15% من المكون المجتمعي، وفقا لمنظمة الصحة العالمية (WHO) وهذه نسبة ليست بالقليلة، كما أن الرياضين ذوي الإعاقة يشاركون في منافسات عالية المستوى، ويحققون إنجازات رياضية متميزة وملهمة، ويمثلون بلدانهم أحسن تمثيل في المحافل الإقليمية والدولية، ويعتبر تمكينهم في منظومة الرياضة وفي فرص الاستثمار الرياضي انعكاسا لفهم شامل وممارسة فعلية لأهمية التنوع والشمول في بناء قطاع رياضي قوي ومستدام، وكل ما تقدم يؤكد على أهمية الاستثمار في هذا القطاع

إن مناقشة موضوع فرص الاستثمار في رياضة الأشخاص ذوي الإعاقة يكتسب الأهمية لأنه:

• سيساهم في توسيع نطاق الاستثمار الرياضي في سوق ينمو بسرعة كبيرة ويضم قاعدة جماهيرية متزايدة وشريحة من الرياضيين الموهوبين الذين يستحقون الدعم والتمكين.
• سيحقق عوائد اقتصادية واجتماعية، حيث يمكن أن يؤدي تطوير البنية التحتية الرياضية للأشخاص ذوي الإعاقة، ودعم برامج التدريب والتأهيل، وتنظيم الفعاليات الرياضية إلى خلق فرص عمل جديدة وتحفيز النمو الاقتصادي في المجتمعات المحلية.
• سيعزز الصورة الإيجابية للقطاع الرياضي؛ لأن إدراج رياضة الأشخاص ذوي الإعاقة ضمن أجندة الاستثمار الرياضي سيعكس رؤية شاملة ومستدامة للقطاع.
• سيساعد على استكشاف الفرص المستقبلية، لأن رياضة الأشخاص ذوي الإعاقة تشهد مؤخرا تطورا ملحوظا على الصعيدين الرياضي والتنظيمي، ودعما حكوميا متزايدا، وذلك سيولد فرصا استثمارية واعدة في مجالات تطوير المعدات والأدوات الرياضية المتخصصة، وتكنولوجيا التدريب والتأهيل، وتنظيم الفعاليات الرياضية على المستوى الدولي والإقليمي، وتسويق الحقوق التجارية والإعلامية لهذه الفعاليات. 
  
  إن الاستثمار في رياضة ذوي الأشخاص ذوي الإعاقة فرصة اقتصادية من المهم الاستفادة منها لتعزيز نمو وتطور القطاع الرياضي بشكل شامل ومستدام. آمل أن يضع القائمون على المنتديات والمبادرات الاستثمارية الرياضية المستقبلية في المملكة موضوع الاستثمار في رياضة الأشخاص ذوي الإعاقة ضمن الأولويات، وأن يتم تخصيص مساحة كافية لمناقشة فرص الاستثمار في هذا المجال واستكشاف الإمكانات الكبرى المتاحة فيه
  
   

عن الكاتب:
يعمل الأستاذ فهد  القباع في مجالات الإعاقة، والرياضة، والدمج، والتمكين، والمسؤولية الاجتماعية للشركات منذ أكثر من 20 عامًا. وخلال مسيرته المهنية، ساهم مع زملائه في تحقيق العديد من الإنجازات، من أبرزها: تأسيس عدد من الجهات المتخصصة في مجالات الإعاقة، والتأهيل، والصحة في كل من القطاع غير الربحي والقطاع الخاص، بالإضافة إلى تمثيل المملكة في العديد من الفعاليات الرياضية الإقليمية والدولية الخاصة بالأشخاص ذوي الإعاقة.

يتمتع الأستاذ فهد بخبرة واسعة في تصميم وتنفيذ المبادرات والمشاريع الاجتماعية، وبناء وإدارة فرق العمل، إلى جانب مهارات متميزة في التخطيط، والإشراف، والتدريب. 

مصدر الصورة: اللجنة الأولمبية والبارالمبية السعودية