الرياضية البارالمبية العراقية زينب العقابي تؤكّد أن الرياضة ليست رفاهية بل ضرورة

زينب العقابي خلال مشاركتها ي أنشطة مؤسسة قطر بمناسبة اليوم الرياضي للدولة 2025.
بالنسبة لزينب العقابي، غدت الرياضة شريان حياة لا غنى عنه، بعد أن فقدت ساقها في سن السابعة. ومع ذلك، لم تدرك حقًا مدى تأثير الرياضة كأداة لتمكين الأفراد إلا في سنوات دراستها الجامعية. اليوم، هي تؤمن بقوة الرياضة في إحداث تغيير مجتمعي شامل، وتدافع بحماس عن دورها في تعزيز الاندماج والمساواة.
تقول العقابي، الرياضية البارالمبية وسفيرة فولكس واجن الشرق الأوسط، والتي تكرّس جهودها بإخلاص لجعل الرياضة متاحة للجميع: "لم تكن الرياضة متاحة بشكلٍ كاف للنساء في هذه المنطقة. في حين قد تتاح للفتيات بعض الفرص، إلا أن النساء غالبًا ما يواجهن تحديات أكبر. وعندما تضاف الإعاقة إلى المعادلة، يصبح العثور على الفرص أكثر تحديًا".
لم تكن الرياضة متاحة بشكلٍ كاف للنساء في هذه المنطقة. في حين قد تتاح للفتيات بعض الفرص، إلا أن النساء غالبًا ما يواجهن تحديات أكبر. وعندما تضاف الإعاقة إلى المعادلة، يصبح العثور على الفرص أكثر تحديًا
زينب العقابي
منذ عام 2023، عقدت مؤسسة قطر شراكة مع فولكس فاجن الشرق الأوسط لتلبية احتياجات جميع أفراد المجتمع على اختلاف مستوياتهم وقدراتهم البدنية. تدعم هذه الشراكة مبادرة كرة القدم للنساء والفتيات التابعة لمؤسسة قطر، ومؤخرًا، شاركت العقابي في الأنشطة والفعاليات التي استضافتها مؤسسة قطر- في المدينة التعليمية بمناسبة اليوم الرياضي للدولة 2025 لنشر الوعي حول هذه القضية.
بدأت العقابي ممارسة الرياضة عندما كانت في المرحلة الجامعية، ولم يكن ذلك من أجل المتعة في البداية بل لأسباب طبية، فقد أخبرها طبيبها أنها بحاجة إلى تقوية عضلات ظهرها وإلا فستعاني من تراجع في جودة حياتها. وتعلق قائلةً: "كان ذلك بمثابة جرس إنذار كبير بالنسبة لي، لذلك بدأت بممارسة السباحة وصولًا إلى رفع الأثقال".
وتؤكد الرياضية البارالمبية إن الرياضة لم تلعب دورًا رئيسيًا في الحفاظ على صحتها - نفسيًا وجسديًا - فحسب، بل إنها منحتها القوة أيضًا، قائلة:" عززّت الرياضة شعوري بالاستقلالية والثقة بالنفس، فأصبحت أسافر بمفردي، ليس فقط لثقتي بقدراتي، بل أيضًا لقوتي الجسدية، التي تسمح لي بالتعامل مع أمتعتي والتنقل في المطارات ومحطات القطارات، بالنسبة لي، الرياضة ليست من الكماليات، بل هي جزء أساسي من حياتي.
لا تتردد في الظهور والانخراط في المجتمع، دع الناس يرونك ويتفاعلون معك، وامنحهم الفرصة لطرح الأسئلة. فهكذا تساهم في كسر الصور النمطية خطوة بخطوة.
زينب العقابي
وفي حديثها عن إمكانية الوصول إلى الرياضة في الشرق الأوسط، تشير العقابي إلى جانبين: أحدهما لوجستي، والآخر ثقافي. موضحةً: "فيما يخص الخدمات اللوجستية، بما في ذلك توفير الحكومات بنية تحتية ميسّرة وقوانين للوصول الميّسر، أعتقد أننا نسير في الاتجاه الصحيح، بل إننا فوق المتوسط. لكن، عندما يتعلق الأمر بطرق التفكير في المجتمع، فلا تزال هناك وصمة مجتمعية مرتبطة بالإعاقة. فالبنية التحتية وحدها ليست كافية ومن الضروري تقبّل الأفراد بكل قدراتهم".
وفقًا للعقابي، فإن مسؤولية تعزيز وعي الأفراد حول أهمية قبول هذه الفئة، لا تقع على عاتق المجتمع فحسب، بل تقع أيضًا على عاتق الأفراد ذوي الإعاقة، وتقول: "لا تتردد في الظهور والانخراط في المجتمع، دع الناس يرونك ويتفاعلون معك، وامنحهم الفرصة لطرح الأسئلة. فهكذا تساهم في كسر الصور النمطية خطوة بخطوة."
عندما سُئلت عن الدور الذي تلعبه الأسرة والأصدقاء في تمكين الأفراد من ذوي الإعاقة، قالت العقابي: "لا شك أن الدور الأكبر يقع على عاتق الآباء، فهم أول من يشكّل عقلية الطفل ويؤثر فيها. إذا لم يفرضوا القيود على أطفالهم، بل مكنوهم من عيش حياة طبيعية، فلن يكون هناك ما يحدّ من قدراتهم. وأنا خير مثال على ذلك."
وسلطت الضوء على دور الحكومات في تعزيز الفرص الرياضية الشاملة والمتاحة، قائلةً: "عندما تضمن الحكومات أن الفرص التعليمية أو التوظيف أو الصحة واللياقة البدنية متاحة لجميع أفراد المجتمع، بغض النظر عن الإعاقة، وأن تكون هذه الفرص متكافئة في جودتها، لا مجرد خيار متاح. فإن هذا يمنح الأفراد ذوي الإعاقة شعورًا بالدعم القوي ويجعلنا أكثر ثقة في المطالبة بحقوقنا ".
ورغم اعترافها بأن الأمور قد شهدت تحسنًا، تؤكد العقابي إن هناك المزيد من العمل الذي يتعين القيام به: "الظهور والانخراط في المجتمع وعدم إخفاء إعاقتنا أمر مهم للغاية. أنا لا أبذل أي جهد لإخفاء ساقي الاصطناعية؛ بل أتفاخر بها، لأنني أريد أن أجعلها طبيعية. إن من شأن ذلك أن يعزز الوعي ويكسر الصورة النمطية، بحيث تبدو الإعاقة أمرًا مألوفًا ومقبولًا."
وعندما سُئلت عن أهم العوامل التي تسهم في بناء مجتمعات شاملة، قالت العقابي: "طرق التفكير تتشكل منذ الصغر، لذا يجب العمل عليها مبكرًا، علّموا الأطفال قيمة التقبّل، وأفضل طريقة لتحقيق ذلك هي بناء مجتمعات شاملة تحتضن الجميع."
لا تتردد في الظهور والانخراط في المجتمع، دع الناس يرونك ويتفاعلون معك، وامنحهم الفرصة لطرح الأسئلة. فهكذا تساهم في كسر الصور النمطية خطوة بخطوة.
زينب العقابي
النشاط