دعونا نستغل قوة الرياضة لـ #نستمر_في_المضي_قدماً نحو إفريقيا مزدهرة وشاملة

لنبدأ حديثنا عن دورة الألعاب الأولمبية باريس 2024. حين شهدت قارتنا أسبوعين حافلين مليئين بالمجد والإنجازات، ولنفتخر بنساء أفريقيا وأهم إنجازاتهم ونستعرض أهمهم في فوز بياتريس تشيبي (كينيا) وحصدها ميداليتان ذهبتان في سباق ال 5000 متر وألثانية في سباق 10000 متر في ألعاب القوى، إلى فوز كايليا نمور (الجزائر) بأول ميدالية ذهبية في الجمباز لأفريقيا (على جهاز العارضة غير المستوية)، وصولًا إلى تتويج تاتجانا سميث (جنوب أفريقيا) بميدالية ذهبية في السباحة لمسافة 100 متر.

لكن هذا النجاح على المستوى الدولي لا يعدو كونه مجرد لمحة عن قدرة النساء الأفريقيات في مجال الرياضة. ما زالت النساء والفتيات في أفريقيا ممثلات تمثيلاً ضئيلاً في جميع جوانب الرياضة، من الإدارة والتدريب والمناصب القيادية إلى المشاركة الفعلية والمنافسة. في العديد من قطاعات مجتمعنا، لا يزال يُنظر إلى الرياضة على أنها نشاط ذكوري.

من المدهش أن ندرك أنه من بين كل 100 ساعة من التغطية الإعلامية الرياضية، يتم تخصيص 15 ساعة فقط للرياضة النسائية – ولكن بشكل واعد، فإن هذا الرقم ارتفع بنسبة 4% قبل بضع سنوات، بفضل صعود منصات البث المباشر ومقاطع الفيديو التي تُشارك على وسائل التواصل الاجتماعي.

ورغم وجود بوادر تقدم واضحة، فإن الرياضة النسائية لا تزال تحظى بجزء ضئيل من الرعاية الرياضية العالمية، ولا يزال الرجال يهيمنون على مناصب التدريب على المستوى التنافسي. ولن نتطرق حتى إلى التفاوت في الأجور بين النساء والرجال في الرياضات الاحترافية. فهناك جبل شاهق لابد من تسلقه لتحقيق المساواة.

بالإضافة إلى ذلك، غالبًا ما يُستبعد الأشخاص ذوو الإعاقة في أفريقيا من الرياضة والرياضة من أجل التنمية، إما بسبب التحيز أو عدم القدرة على الوصول إلى المنشآت الرياضية المناسبة. حصد رياضيو قارتنا البارالمبيون الرائعون 64 ميدالية جماعية في دورة الألعاب البارالمبية باريس 2024، ومع ذلك، من خلال المزيد من التمويل، والوعي، والدعم النظامي، والمنشآت المخصصة للرياضات البارالمبية، يمكن بسهولة مضاعفة هذا العدد أو حتى مضاعفته ثلاث مرات.

هناك مقولة: "If you can see it, you can be it" وتأتي بمعنى إذا كنت قادرًا على رؤية شيء ما، فأنت قادر على تحقيقه، ولهذا السبب من المهم للغاية بالنسبة للفتيات والنساء والأشخاص ذوي الإعاقة وغيرهم من الفئات المهمشة في أفريقيا أن يروا أشخاصًا مثلهم يشاركون - ويتفوقون - في الرياضة.

إذا تمكنوا من رؤية أنفسهم في ماريّا موتولا، وتيجلا لوروب، وكادي كانوتي تونكارا في قارتنا – أو حتى في الفتاة المحلية التي تتفوق على الأولاد في المراوغة على ملعب كرة القدم المؤقت في قريتها الريفية – فإنهم سيكتسبون ثقة أكبر للتوجه إلى الملعب أو الساحة أو المحكمة أو غرفة الاجتماعات.

تهدف حملة Keep Moving الجديدة التي أطلقها مجلس الرياضة التابع للاتحاد الأفريقي إلى تحويل مسار الأمور لمعالجة هذا الخلل في المشهد الرياضي. ونحن نسترشد برؤية أجندة الاتحاد الأفريقي 2063 لتحقيق "أفريقيا التي نريدها" - قارة مزدهرة وتنبض بالفرص للجميع.

من خلال هذه الحملة، نبرز نماذج إيجابية وقصص نجاح على مستويات المجتمع، والنادي، والرياضيين النخبة، لتشجيع المزيد من الأشخاص من المجموعات المهمشة على المشاركة في الرياضة – وجني الفوائد التي يمكن أن يجلبها نمط الحياة النشط. وتشمل هذه الفوائد تحسين الصحة البدنية والعقلية، والفوائد الاجتماعية للعمل الجماعي، وتعزيز الشعور بالقيمة الذاتية، إلى جانب العديد من الفوائد الأخرى.

أنا دليل حي على ذلك. لطالما أحببت الرياضة – رغم أنني في هذه الأيام أكثر كمشاهد منها كلاعبة. كنت ألعب وأدرب كرة السلة قليلاً، ولكن الآن أحافظ على لياقتي بشكل رئيسي من خلال الجري. أحب مشاهدة كرة السلة وكرة القدم، بما في ذلك كرة القدم الأفريقية وكرة القدم للأندية. لدي شغف كبير بالرياضة لدرجة أنني درست علوم الرياضة وتاريخ الرياضة، وكتبت عنها أكاديميًا. إنها في دمي.

ولهذا السبب، فإننا نريد تشجيع الشباب على تبني الرياضة كأسلوب حياة. فبمجرد أن ننمي حب الرياضة في سن مبكرة، فلن يختفي هذا الحب أبدًا. ولا يلزم أن تكون الأفضل في نشاطك الرياضي - بل تحتاج فقط إلى الاستمتاع بالمشاركة. ونحن نريد أن يستمتع الناس من جميع مناحي الحياة والقدرات بهذه المتعة.

لا يكفي مجرد تقديم خدمة لفظية لتعزيز الدمج الحقيقي في الرياضة عندما تظل هناك حواجز حقيقية أمام المشاركة على أرض الواقع. وتشمل هذه الحواجز الصور النمطية الراسخة المتعلقة بالأدوار الجنسانية التقليدية والتقسيم غير المتكافئ للعمل في الأسر.

إن مشاهدة الرياضة النسائية تتزايد على مستوى العالم، ويشعر المشاهدون بالحماس الشديد إزاءها. ويعمل المعلمون والمربون على بناء القدرات اللازمة لخلق بيئات رياضية شاملة للجنسين في المدارس. ونحن كأفارقة بحاجة إلى وضع أحكامنا المسبقة جانباً والاستفادة من هذا الزخم. وتحتاج الدول الأفريقية إلى التعامل بجدية مع تطوير الأطر والاستراتيجيات السياسية اللازمة لحث مواطنيها على البدء في التحرك والاستمرار فيه!

كما يتعين علينا تشجيع إنشاء بيئات رياضية آمنة حتى يشعر الجميع بالترحيب والقبول والحرية من الإساءة في ملاعبنا الرياضية وغيرها من المرافق. ولتحقيق هذه الغاية، يتعين علينا تثقيف الرياضيين والمدربين والمسؤولين الفنيين والإداريين وحتى المتفرجين حول أهمية حماية أنفسنا والآخرين في البيئات الرياضية.

يجب أن تكون المشاركة في الألعاب أو المباريات وحضورها نشاطًا صحيًا مليئًا بالفرح خالٍ من الخطر والتهديد.

ونحن على ثقة بأننا نمتلك الإرادة والقدرة على تحقيق كل هذا باعتبارنا أفارقة. وتماشياً مع حملتنا الجديدة التي أطلقناها على مستوى القارة تحت عنوان "استمروا في التحرك"، يتعين علينا أن نواصل التحرك في الاتجاه الصحيح، حتى نتمكن من إبراز الفئات المهمشة في الرياضة وتعزيز ثقافة المشاركة والتميز على أساس الجنس والقدرات.

تتمتع الرياضة بالقدرة على التمكين. كما تتمتع بالقدرة على الشفاء. كما تتمتع بالقدرة على توحيدنا وراء هدف مشترك. ويمكن للرياضة أن تساعدنا في تحقيق أفريقيا التي نريدها.

الدكتور شيباندي هو رئيس/منسق مجلس الرياضة للاتحاد الأفريقي