مبادرة لتمكين الشابات في قطاع الرياضة في الأردن
في حين خطى الأردن خطوات واسعة في السنوات الأخيرة نحو تحقيق قدر أكبر من المساواة بين الجنسين، لا تزال المرأة الأردنية تواجه تحديات كبيرة، بما في ذلك في مجالات مثل القوى العاملة والمشاركة الاقتصادية. وقد أدت هذه الفوارق المستمرة بين الجنسين إلى بذل جهود مستهدفة عبر القطاعات في البلاد لتمكين المرأة وتوظيفها.
ومؤخراً، أظهر برنامج "هدف للحياة"، الذي أطلقته منظمة العمل الدولية بالشراكة مع وزارة الشباب الأردنية، نجاحاً في تلبية الاحتياجات والتطلعات المحددة للشابات في قطاع الرياضة في الأردن. أكمل البرنامج مرحلته الثالثة ويركز على توظيف المزيد من خريجي الجامعات في أعمال قطاع الرياضة الأردني.
على الرغم من التقدم الأخير، لا يزال الأردن يحتل مرتبة متدنية في مؤشر الفجوة العالمية بين الجنسين الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي، وهو تصنيف سنوي طويل الأمد للوضع الحالي وتطور المساواة بين الجنسين في جميع أنحاء العالم. وينظر المؤشر إلى التقدم الذي أحرزته الدولة عبر أربعة أبعاد رئيسية: المشاركة الاقتصادية والفرص، والتحصيل التعليمي، والصحة والبقاء على قيد الحياة، والتمكين السياسي. في عام 2023، احتل الأردن المرتبة 126 من بين 146 دولة قدمت تقاريرها (المرتبة 125 في المشاركة الاقتصادية والفرص). وكانت مشاركة الإناث في القوى العاملة أقل من 15% في عام 2021، وبلغت فجوة الأجور بين الجنسين في القطاع العام ما يقرب من 13% في عام 2018، بحسب الأرقام الصادرة عن دائرة الإحصاءات العامة.
أبرم برنامج منظمة العمل الدولية للعمل اللائق للمرأة شراكة مع وزارة الشباب الأردنية وشركة الوجه المثالي للاستشارات الرياضية "مدرب" لإطلاق (هدف للحياة) في عام 2020. حيث يقوم البرنامج بتدريب خريجي الجامعات العاطلين عن العمل الحاصلين على درجات في التربية البدنية لمتابعة وظائف في مراكز اللياقة البدنية والمؤسسات التعليمية والمرافق الرياضية . ويشكل اعتماد المدربين الشخصيين، وتدريب الشباب في مراكز الشباب القائمة، وخلق فرص العمل للشابات الأردنيات جزءاً من المبادرة. كما تناضل من أجل إنهاء الصور النمطية حول قدرات المرأة والتي أثرت سلباً على وصولها إلى فرص القوى العاملة في الأردن. تم دعم هذا المشروع التعاوني من قبل هيئة الأمم المتحدة للمرأة والوكالة السويدية للتعاون الإنمائي الدولي (سيدا).
كنقطة إنطلاق قام البرنامج بتدريب 88 متدربًا، حصل الغالبية منهم على عقود عمل في الأردن وعُمان والمملكة العربية السعودية، أو يعملون لحسابهم الخاص. ومنذ ذلك الحين، نجح البرنامج في تحسين مهارات أكثر من 200 خريجة في التربية البدنية وتحسين إمكانية حصولهن على وظائف لائقة في الصالات الرياضية والمدارس والمراكز الرياضية. وحضر وزير الشباب محمد النابلسي والسفيرة السويدية في الأردن ألكسندرا ريدمارك حفل تخريج الدفعة الأولى من المشاركين في البرنامج.
"البرنامج أضاف لنا الكثير من الناحية الشخصية مثل السلوكيات كمدربين وكيفية التعامل مع العملاء بمهنية، بالإضافة إلى الجانب المعرفي الذي ساعدني في وضع خطة عمل واضحة وإرشادات أساسية لتنظيم أفكاري وتحديد أهدافي بما يتوافق مع ذلك قالت المشاركة في البرنامج ندى مصطفى : "مع أهداف العملاء".
وساعدت المرحلتان الأوليتان في تزويد سوق العمل المحلي بالمدربين المؤهلين. ويمر البرنامج الآن بمرحلته الثالثة مع التركيز على الاستدامة على المدى الطويل. وقال طارق أبو ميلش ، مؤسس ومدير المضارب، إنهم يركزون الآن على إعداد المشاركين لسوق العمل العالمي من خلال الاعتمادات الدولية من منظمات مثل EuropeActive. وأضاف: "لم يزود المشروع المشاركين بالمهارات العملية الأساسية فحسب، بل زودهم أيضًا بالمعرفة والخبرة اللازمة للتفوق في قطاع اللياقة البدنية".
وأكدت ريم أصلان، أخصائية النوع الاجتماعي في منظمة العمل الدولية ومديرة برنامج العمل اللائق للمرأة، أن المشروع يتماشى بشكل وثيق مع استراتيجية منظمة العمل الدولية بشأن المهارات والتعلم مدى الحياة 2030 . وتوفر الاستراتيجية إمكانية الوصول الشامل إلى تنمية المهارات عالية الجودة وفرص التعلم مدى الحياة.
وقال أصلان: "قام هدف للحياة بتثقيف المشاركين حول حقوقهم وواجباتهم العمالية بموجب قوانين العمل والضمان الاجتماعي الأردنية. ويساعد هذا التعليم في تعزيز بيئة عمل لائقة تعزز الإنتاجية والالتزام. ويؤكد المشروع من جديد الدور الحيوي لقطاع الرياضة، مجال غير تقليدي لتشغيل المرأة في تعزيز المشاركة الاقتصادية للمرأة في الأردن
نأمل أن تعمل مبادرات مثل هدف للحياة على تغيير مسار المرأة في البلاد نحو مستقبل تتاح فيه لكل فرد الفرصة لتقديم مساهمات كبيرة للمجتمع. ويشمل ذلك كسر الحواجز في المجالات التي يهيمن عليها الذكور تقليديا مثل الرياضة، مما يمهد الطريق أمام النساء للنمو والتفوق على قدم المساواة.
النشاط