ممارسة الرياضة ابتهاجاً بِوقفِ إطلاَق النار في غزّة
بَعدَ الإعلان عَن وَقفِ إطلاقِ النَار في قَطَاعِ غَزة فِي السَادِس عَشر مِن يَناير ابتَهَجَ المُواطنون الفِلَسطينيون وأَحيَا لِدَيهم الأمَلَ مِن جَديد لِلعَودة إلى دِيَارِهِم التَي تَرَكُوهَا بَعَدَ نُزُوحٍ مُتَكرر بِسَببِ اشتداد الغَارَات الإسرائيلية، وانعَكَسَ هَذا الأَمل عَلى الفَتيَات فِي مُخَيَمات النُزوح فَي دير البلح وَسَط قِطَاع غَزة اللًواتي حُرمنَ مِن أَدني حُقُوق الحَياة وخَرجنَ لِمُمَارسة الرياضة بين الخيام، واخترنَ لُعبَة كُرة الطَائِرة وبَدَت الفَرحَة عَلى مَلاَمحهم، وعَلَى الرَغمِ مِن أَنَهنً لَم يَعرِفنَ مَصير بيوتهم في شَمَالِ قِطَاعِ غَزة إلا أَنَهَنَ استَمَرينً فِي اللًعَب.
"أَنَا نَاجِيَة" تَقُولُ أَحلاَم السًعَيد (24 عاما) وهِيَ سَعيدَة تًعَبرُ عَن فًرحَتَهَا بِالنَجَاة مِنَ الحَرب الشَعوَاء التَي شَنَهَا الاحتِلاَل عَلى قِطَاعِ غَزَة في السَابِع مِن أُكتُوبَر2023، لَقَد عِشتُ ظروفاَ نَفسِيَة صَعبَة خِلاَل النًزوح المتكرر، والخَيَمة كَبَلَت حَيَاتنا وأَصبَحنا أسري لِلأَلم والفُقدان،
تُوضَح:" كُنتُ أَتَمَنى أَن تَنتَهي الحَرَبَ مُبَكراً والعَوَدة إلى غَزَة ولَكِن بَعد الإعلاَن عَن مَوَعِد لِوَقفِ إطلاَق النًار فِي غَزَة شَعَرتُ بِالفَرحَة وأَنَنَي نَجَوتً مِن حَربِ ضَروس، لَم أتَخَيَل نَفسِي إني انضَمَمَت لِلفَتَيات لِنَلعَبَ كُرَة الطَائِرة فَانَا لَم أُمَارِسهَا مُنذُ أَيًام المَدرسَة، أَنَهَا أَوَقَات مُمتعة كَانَ بِمَثابَة تَفريغ نَفسِي لِي ولِلفَتَيَات، لَقَد نَفَضَت آثَار الحَرب النَفسية عَني إلى حَدٍ مَا.
وبِشكلِ عَفَوي كَانت أَمينة محمد (15 عاما) تَرتَدِي ثَوبَ الصَلاَة خِلاَل لَعِب كُرة الطَائِرة، لَم يُعيقَها الثَوَب بِقدرِ مَا كَانت مُستَعِدة لِلطَيَرَان وهِي تَقذف الكُرَة بِاتجَاه الفَريق الآخر بِسَعَادَة عَامِرَة جَعلَتهَا تَنسى ظُروف الحَرب السَيئة:" أَنَا سَعيدة لِلغَايَة وأَنا أَلعَبُ كُرة الطَائرة، لَم أَلعَبَهَا مِن قَبل لَكِنِي كُنتُ أَشعُر بِأَنَنِي أُحَلق فِي السَمَاء، لَقَد كُنتُ جَيدة بِاللَعب وهذا بِسَبب الرَاحَة التَي شَعَرت بِهَا بَعدَمَا تَم الإِعلاَن عَن وَقفِ إطلاَق النَار,
عَمَت أَجواَء جَميلَة بِالفَرح خِلاَل اللَعب ومَع كُلِ قَفَزَة تَقفزهَا الفَتَيَات لِضَربِ الكُرَة تُحَاوِل اسقَاط آثَار الحَربِ العَالِقَة فِي ذَاكرتهُنً ولَو بِشَكلِ مُؤقت، فَذكرَيَات الحَرب عَلاَمَة طَبَعَت فَي أذهانهن ولَيَسَ مِن السَهل نِسيَان أِهوَال حَرب الإبادة,
سَميرة بَرغوت (20 عاما) نازحة مِن شَمَالِ غَزة، تَقُول:" بَعدَمَا تَم الإعلاَن عَن وَقفِ اطلاَق النَار طَلَبنَا مِن شَبَاب المُخَيَم أن يَتركُوا لَنَا المَكَان لِنَلعَب، كُنا سَعِيدَات بِأَن الحَرب انتَهت، وَتَوَجهنَا لِلعِب تَعبيراً عَن فَرحَتَنَا، اللُعبة أَدخَلَت الفَرحَة عَلى قُلُوبنا بَعدَ شُهُور قَاسيًة وصَعبة عِشنَاها فِي النُزوح، وبِعَد العَودَة إلى غَزَة سَأَحَاوِل أن أجمَع صَديقَاتي ونُمَارس الريَاضَة بِأَي مِن الأَمِاكِن المُنَاسبة، انها حياة.
وتَستعدُ الفَتَيَات لِلرجُوعِ إلى شِمَالِ غَزة بِرِفقَة ذَويهم وكٌلهًن أَمل بِأن يُحَققنَ طُمُوحهنً بالاستقرار والأمان وممارسة الرياضة.
وكان تقرير لوزارة الصحة الفلسطينية اكد أن حصيلة العدوان الإسرائيلي على غزة ارتفعت الى 47,107 شهيد و 111,147 اصابة منذ السابع من اكتوبر للعام 2023م، و لازال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات لا تستطيع طواقم الاسعاف والدفاع المدني الوصول اليهم.
بقلم: نيللي المصري
النشاط