لماذا يجب تكييف الإجراءات المتعلقة في حماية الطفل والرعاية مع البيئة والمجموعة المستهدفة؟

في حين تعد الرياضة نشاط يمارسه الأطفال في عدة بقاع من أنحاء العالم بشكل يومي؛وفي حين قد تكون الأنشطة اجتماعية أو تنافسية وقد تقام في المدارس أو النوادي أو المنظمات أو في الشوارع. فهناك عدد هائل من العاملين وأولياء الأمور والمتطوعين القائمين بدعم وتدريب وتشجيع المشاركين من مختلف المستويات، وبالأخذ بعين الأعتبار أصحاب المصلحة والجهات المختلفة، يصبح المجال أكبر وأكثر تنوعا، وهنا تعود الأهمية لتكييف هذه إجراءات حماية الطفل و الرعاية من أجل ضمان تنفيذ إيجابي للبرنامج.

لا تقتصر الرياضة والتنمية على الألعاب فحسب؛ في المجمل تُستخدم الرياضة كوسيلة لإشراك أشخاص محددين في البرامج التي تعمل على تحقيق الأهداف الإنمائية مثل حل النزاعات، والمساواة بين الجنسين، والتعليم، والصحة. أما بالنسبة للأشخاص القائمين و العاملين في الرياضة والتنمية فهناك دائما رغبة في الاستمرار في استخدام الرياضة كأداة للوصول إلى مجموعة الأهداف الإنمائية المحددة مسبقًا.

للقيام بذلك، يجب جذب المشاركين والمانحين على حد سواء. إن وجود تدابير حماية فعالة أمرًا ضروري للحفاظ على مشاركة وحماس المشاركين والجهات المانحة في الأنشطة الرياضية.

منذ وقت طويل تم تجاهل الحماية في الرياضة في جميع أنحاء العالم، ولكن بدأت الأمور تتغير، وهناك جهود ملحوظة تبذل لضمان مشاركة الجميع، بما في ذلك مجتمع الرياضة والتنمية.

اتفاقية حقوق الطفل

كان الميثاق العالمي لرعاية الطفل، الذي اعتمده الاتحاد الدولي لإنقاذ الطفولة في عام 1923، هو الأول في سلسلة من الوثائق التي تركز على حقوق الطفل وأقرتها عصبة الأمم في عام 1924.

عام 1959، تم توسيع هذه الوثيقة لتشمل  ( عشر مبادئ في حقوق الطفل) الصادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة.

عام 1989، اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة اتفاقية حقوق الطفل، التي تركز على أربعة مبادئ رئيسية محددة في 54 مادة أصبحت قانونًا دوليًا.

  • وتنص المادة 19 على أن كل شخص مسؤول عن حماية جميع الأطفال من جميع أشكال الأذى والإساءة والإهمال والاستغلال
  • وتنص المادة 31 على حق كل طفل في المشاركة في اللعب والأنشطة الترفيهية

التغير العالمي

في المملكة المتحدة، بدأت الجهود الجادة لمعالجة حماية الطفل في الرياضة في عام 2001 من خلال تشكيل وحدة حماية الطفل في الرياضة التابعة للجمعية الوطنية لمنع القسوة على الأطفال (NSPCC) في أعقاب سلسلة من القضايا البارزة بما في ذلك قضية مدرب السباحة الأولمبي البريطاني الذي أدين بارتكاب سلسلة من الاعتداءات تعدت إلى جريمتي اغتصاب وجريمة قتل.

وفي عام 2008، أصبحت الوكالة الأسترالية للتنمية الدولية أول جهة مانحة ثنائية وأول وكالة تابعة للكومنولث تنفذ سياسة حماية الطفل. على الرغم من أن هذه السياسة مرت بعدد من التحولات، إلا أنها تضمن أن المنظمات التي تمولها تنفذ ممارسات وسياسات وإجراءات لضمان الحفاظ على سلامة الأطفال.

تم ربط التمويل من AusAID بهذه السياسة وتم تعليق تمويل المنظمات لعدم اتخاذ أي إجراء. تعمل AusAID مع هيئات تمويل أخرى لتطوير سياسات مماثلة.

طلبت بعض هيئات المنح والجوائز من المتقدمين الالتزام بتعزيز ممارسات حماية الطفل؛ مع إلزام المنظمات التي تتقدم بطلب للحصول على المنح أو الجوائز بوضع سياسة لحماية الطفل.

وعلى الرغم من أن العديد من المنظمات قد أنشات سياسات لحماية الطفل نتيجة لهذا الحافز، إلا أن هذه الممارسة لاقت نجاحًا محدودًا، لأنها قد تكون سياسات موضوعة على الورق فقط ولم يتم نشرها بشكل فعال عبر المنظمات نتيجة لمحدودية الدعم والمعرفة والقدرات.

عام 2012، أخذت اليونيسف زمام المبادرة في مناقشة مستمرة مع أكثر من 30 قائدًا ومفكرًا حول موضوع حماية الطفل، ونتيجة لذلك تم تقديم مجموعة من المعايير الدولية لحماية الأطفال في الرياضة وتشكيل فريق عمل مختص، تخضع هذه المعايير العالمية للتحقق من جدواها وأهميتها بشكل مستمر.

معايير حماية الأطفال في الرياضة

يوجد في الوقت الحاضر أحد عشر دليل تجريبي لتوجيه قطاع الرياضة ومنظمات الرياضية والتنمية لتأييد إجراءات حماية الطفل والرعاية.
ولكنها ما تزال بمثابة مسودات فهي حاليا في مرحلة تجريبية من قبل 50 منظمة وحكومة وهيئات تمويل وفرق رياضية محترفة وأندية محلية وصولاً إلى المنظمات الرياضية والتنموية الشعبية.

ولا ينبغي النظر إلى هذه الأدلة و المعايير الأحد عشر كنقطة نهاية، بل كمعيار للممارسة الجيدة.

  • اكتب سياسة بشأن الحفاظ على سلامة الأطفال
  • إعتمد على الإجراءات والموظفين والأنظمة للوصول إلى الحماية
  • تقييم وتقليل المخاطر التي يتعرض لها الأطفال
  • وضع مبادئ توجيهية بشأن السلوك تجاه الأطفال
  • ضمان الإنصاف - حماية جميع الأطفال دون استثناء
  • تعزيز ونشر رسالة "الحفاظ على سلامة الأطفال".
  • توفير التعليم والتدريب من أحل لحفاظ على سلامة الأطفال
  • الانخراط في المشورة والدعم
  • العمل مع الشركاء للحفاظ والوصول إلى المعايير
  • إشراك الأطفال في تطوير ومراجعة وتنفيذ المعايير
  • المراقبة وتقييم الامتثال وفعالية تدابير الحماية المقترحة

الصورة بواسطة sportanddev.org

تم تطوير الموقع الإلكتروني بالشراكة مع صندوق قطر للتنمية