إن استخدام الرياضة والأنشطة الترفيهية في مرحلة ما بعد الكوارث لا يقتصر فقط على دحرجة الكرة على أرض الملعب. وفقاً لأقول الخبير المختص في برامج الرياضة في دولة إيران - بم، "عندما تمت دعوة الأطفال للمشاركة باللعب، لم يتحرك أحدهم، كما لو أنهم في صدمة وأجسادهم متجمدة منذ وقوع الزلزال، لقد تم تثبيطهم تمامًا".
أهم الاعتبارات لتطوير برامج الدعم النفسي الاجتماعي من خلال الرياضة للوصول إلى أقصى قدر من الفعالية:
- تقديم أنشطة ذات تخطيط وتنظيم متقن ومبنية على أهداف نفسية وإجتماعية محددة
- السعي نحو تلبية احتياجات جميع فئات المجتمع
- إتاحة فرص عمل للأشخاص المهمشين أو النازحين من مجتمعاتهم
- بناء البرامح بالتعاون والشراكة مع المنظمات والوكالات المحلية
- وضع الاستدامة طويلة المدى كأولوية منذ البداية
ينبغي النظر في احتياجات الفئات المهمشة والمستضعفة بما في ذلك احتياجات النساء والأطفال وكبار السن والأشخاص ذوي الإعاقة، ويجب أن تتميز البرامج بالمرونة للتكيف مع الاحتياجات المتغيرة للمشاركين وأن تراعي المعايير الثقافية والتقاليد وطبيعة العلاقات بين الجنسين.
عند التخطيط للأنشطة الرياضية من المهم الأخذ بالاعتبار المواقف أو التوجهات المحلية تجاه رياضة معينة، على سبيل المثال، إذا كانت الرياضة متاحة فقط لفئة النخبة من مجتمع ما، فإن في وقت الكوارث سيصبح التركيز على الطرق و السبل لإدخال الرياضة وشرحها داخل هذا المجتمع.
تظهر التجارب أن جهود تلك البرامج تكون أكثر نجاحا عندما يتم التركيز على الجوانب التأهيلية والترفيهية للرياضة واللعب، بدلا من الرياضة نفسها. يجب على المدربين و المستجيبين للكوارث أن يأخذوا في الاعتبار أنه يمكن تغيير قواعد الألعاب من أجل زيادة التركيز على الفوائد النفسية الاجتماعية للرياضة، بما في ذلك بناء العلاقات أو الثقة بينهم والثقة بالنفس والشراكة والصمود.
تعد المساحة او أماكن تنفيذ الأنشطة الرياضة واللعب عنصرا في غاية الأهمية يجب أخذه في الاعتبار عند التخطيط وتنفيذ مثل هذه البرامج. في معظم حالات الكوارث يكون للمساحة أهمية خاصة، خاصة في مخيمات اللاجئين أو النازحين حيث يجب تخصيص مساحة لأنشطة الرياضة واللعب بمشاركة و"قبول" المجتمع المحلي.
يمكن أن تظهر تجارب الخسارة ومشاعر الحزن والشعور بالذنب وغيرها لدى الناجين من الكوارث وكذلك لدى العاملين في هذه البرامج. أن مشاركة أولائك العاملين و المستجيبين للكوارث في الأنشطة البدنية يمكن أن تساعدهم على إدارة التوتر والصدمات التي يتعرضون لها وأن يكونوا أكثر فعالية عند مساعدة الآخرين.
المتابعة والتقييم للبرامج، كما هو الحال في مجالات الغوث والمساعدات الإنسانية والتنموية الأخرى، تعد المتابعة والتقييم للبرامج أمرًا ضروريًا لقياس مدى فعالية البرامج في تحقيق أهدافها المقصودة.
مع وجود تحديات عديدة مرتبطة في عملية المتابعة والتقييم لمرحلة ما بعد الكوارث ولكن الالتزام ومتابعة تطوير أدوات التقييم الحالية أمر أساسي لتعزيز برامج الدعم النفسي الاجتماعي من خلال الرياضة و بالبناء على الأدلة التجريبية.
قام العديد من الخبراء بتسليط الضوء على الدور المحوري الذي يمكن أن تلعبه العائلة والمجتمع في بناء قدرة الفرد على الصمود، إن مشاركة العائلة في التغلب على الصدمات وتسريع عملية الشفاء أمر في بالغ الأهمية.
الصورة: ني مينغور https://unsplash.com/photos/-EuGANGMFTk