يعد استخدام الرياضة لغاية تقديم الدعم النفسي الاجتماعي للأشخاص المتضررين من الكوارث مجالًا جديدًا نسبيًا للرياضة والتنمية. عبر الجهود البحثية وتقييمات المشاريع استطعنا فهم العلاقة بين المشاركة في الأنشطة الرياضية وتخفيف الصدمات.
لا يوجد أدلة مثبته بعد عن فعالية البرامج الرياضية في تخفيف الصدمات، إلا أن الأدلة القليلة المتاحة (معظمها يختص بالأطفال والشباب) أظهرت أن الرياضة وأنشطة اللعب يمكن أن تعزز القدرة على الصمود، وتسهل الاستقرار العاطفي والاجتماعي واكتساب القدرة على التكيف واكتساب مهارات وقدرات جديدة لدى الأشخاص المتضررين من الكوارث.
تهدف الأنشطة وبرامج الدعم النفسي الإجتماعي من خلال الرياضة إلى إعادة بناء الرفاه الاجتماعي وتعزيزه والتركيز على الصحة النفسية عبر ممارسات مصممة للتركيز على المجموعة مع الأخذ بعين الاعتبار السياق الثقافي والتقاليد والاحتياجات والموارد المحلية. من المتعارف عليه في حالات الطوارئ أن التدخل الجماعي هو الأكثر فعالية ، بينما في الحالات الخاصة والتي قد تعتبر أكثر خطورة على الأفراد مثل إمتلاك الفرد أعراض نفسية يجب تلقي الدعم الفردي ضمن النظام الصحي الشامل.
يمكن لبرامج الدعم النفسي الإجتماعي من خلال الرياضة أن توفر بيئة آمنة ومنظمة وودية للأشخاص للبدء في مشاركة مشاعرهم من خلال التواصل اللفظي وغير اللفظي . وينصب التركيز على بناء التماسك الاجتماعي وتشجيع أفراد المجتمع على التفاعل والتواصل مع بعضهم البعض.
توفر الرياضة والنشاط البدني فترات قصيرة من الراحة وتركيز الانتباه بعيدًا عن تجربة الخسارة، وتوفير الفرصة لإيصال رسائل إيجابية. بالإضافة إلى ذلك، يمكن للرياضة واللعب توفير مساحة للتنفس للآباء ومقدمي الرعاية وتسليط الضوء على تأثير برامج الرياضة واللعب على الأفراد من مختلف الخلفيات في المجتمع.
خلق بيئة داعمة عبر الرياضة
كشفت العديد من تقارير تقييم المشاريع الصادرة عن مؤسسة Terrre des hommes (أرض الإنسان) - إحدى التقارير تحدثت عن زلزال بام الذي حدث في إيران و برنامج الدعم النفسي الإجتماعي من خلال الرياضة الذي تم تنفيذه، حين أظهر التقرير أن الأطفال يفضلون التواجد في مجموعة بدلاً من "عدم القيام بأي شيء في المنزل". في الواقع كان "الاستمتاع" هو السبب الأقل شيوعًا لاختيار الأطفال للمشاركة في برنامج الرياضة واللعب. هناك أيضًا دلائل تشير إلى أن المشاركة في البرامج الرياضية النفسية والاجتماعية يمكن أن تؤثر بشكل إيجابي على الأداء المدرسي وسلوك الأطفال في البيئة المنزلية .
لا تركز مثل تلك الأنشطةوالبرامج على المنافسة بشكل أساسي، بل تركز على خلق بيئة تعاونية وداعمة يمكن للأشخاص من خلالها مشاركة عواطفهم من خلال التواصل اللفظي وغير اللفظي.
لا يوجد دليل مباشر لتفضيل نشاطًا على الآخر، على الرغم من أنه يجب تجنب الرياضات التي تتطلب الاحتكاك الجسدي. كما أن تفضيلات بعض الألعاب الرياضية أو الألعاب يمكن أن تختلف بين المشاركين من الذكور والإناث لأسباب تتعلق بالثقافة والدين.
دور المدربين الرياضيين في العلاج النفسي والاجتماعي
يلعب المدربون (يشار إليهم أحيانًا بالميسرين) دورًا مهمًا في تقديم الدعم النفسي والاجتماعي. بعد إنتهاء التدريب وانتهاء دور المدربين داخل الملعب، من الممكن أن يصبحو هؤُلاءِ المدربين أشخاص موثوقين للاعبين و الأهالي وغيرهم من المتضررين من الكوارث ومن هنا تبنى علاقة وطيدة بينهم مع مرور الوقت. وهذا عنصر في غاية الأهمية في الدعم النفسي والاجتماعي.
هناك أدلة عملية ونظرية تشير إلى أن برامج الرياضة واللعب النفسية الاجتماعية قادرة على مساعدة الأشخاص الذين عانوا من ضغوط شديدة أو صدمة في حالات الكوارث. ومع ذلك، لا يوجد سوى القليل من الأدلة التجريبية ويعود ذلك بسبب تعقيدات إجراء البحوث في حالات الطوارئ، والقدرات المالية والفنية المحدودة لوكالات الإغاثة في حالات الكوارث، وعدد صغير من الأدوات المعتمدة لقياس الآثار النفسية الاجتماعية للرياضة واللعب.
تصوير إتش تي تشونغ على Unsplash https://unsplash.com/photos/chzdBq0vlRg