يعد فهم الأمراض الأكثر انتشارًا وعوامل الخطر المرتبطة بها أمرًا بالغ الأهمية لتصور دور الرياضة في الوقاية من الصحة وتعزيزها. وفي البلدان النامية، تُستخدم الرياضة على نطاق واسع كأداة لتثقيف الأفراد والمجتمعات بشأن عوامل الخطر المرتبطة بفيروس نقص المناعة البشرية/الإيدز. في حين أن فيروس نقص المناعة البشرية/الإيدز وغيره من الأمراض المعدية لا تزال تؤثر على ملايين الأشخاص في جميع أنحاء العالم، هناك زيادة كبيرة في العبء العالمي للأمراض غير المعدية المرتبطة بتغيير نمط الحياة من خلال الخمول البدني والنظم الغذائية غير الصحية وتعاطي التبغ.
أمراض القلب والأوعية الدموية
تشمل أمراض القلب والأوعية الدموية أمراض القلب التاجية والسكتة الدماغية وهي الأسباب الرئيسية للوفاة على مستوى العالم. أسباب أمراض القلب والأوعية الدموية هي اتباع نظام غذائي غير صحي، وقلة النشاط البدني، وتعاطي التبغ. النشاط البدني يقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية عن طريق تحسين استقلاب الجلوكوز وتقليل الدهون في الجسم وخفض ضغط الدم.
السكري
مرض السكري هو مرض يحدث عندما لا ينتج الجسم الأنسولين أو يستخدمه بشكل صحيح وقد يؤدي ذلك إلى الإصابة بمرض السكري من النوع الأول أو النوع الثاني. يمكن الوقاية من مرض السكري، أو على الأقل تأخيره، عن طريق فقدان الوزن، واتباع نمط حياة صحي، وخاصة ممارسة النشاط البدني بانتظام . يعد النظام الغذائي والعلاج الدوائي والنشاط البدني أيضًا من المكونات الرئيسية لعلاج مرض السكري.
بدانة
السمنة هي تراكم غير طبيعي للدهون التي قد تضر بالصحة، وعلى عكس الأمراض الأخرى، تلعب العوامل الاجتماعية والبيئية دورًا مهمًا في تعريف السمنة. تعد الإصابة بالسمنة مصدر قلق متزايد على المستوى الدولي حيث يقدر عدد الأشخاص الذين يعانون من السمنة المفرطة بـ 400 مليون شخص في عام 2005. ويرتبط الارتفاع العالمي في حالات السمنة بالتحول في النظام الغذائي وانخفاض مستويات النشاط البدني.
سرطان
السرطان ليس مرضًا واحدًا له نوع واحد من العلاج، وفي الواقع، هناك أكثر من 200 نوع من السرطان يتضمن نموًا غير طبيعي للخلايا في أجزاء مختلفة من الجسم. وتشير التقديرات إلى أنه يمكن الوقاية من 40% من جميع أنواع السرطان عن طريق اتباع نظام غذائي صحي وممارسة النشاط البدني والامتناع عن تعاطي التبغ.
الصحة النفسية
يعاني واحد من كل أربعة مرضى يزورون إحدى الخدمات الصحية من اضطراب عقلي أو عصبي أو سلوكي واحد على الأقل (مثل الاكتئاب أو القلق أو اضطرابات المزاج) قد لا يتم تشخيصه أو علاجه. هناك أدلة تشير إلى أن النشاط البدني يمكن أن يقلل من أعراض الاكتئاب ويمكن أن يساعد أيضًا في تحسين الصحة العقلية من خلال تحسين المزاج والإدراك الذاتي.
النشاط البدني والأمراض المزمنة والأمراض المعدية
تشير الاتجاهات العالمية في الخمول البدني إلى أن أكثر من 60% من البالغين لا يشاركون في مستويات كافية من النشاط البدني، وأن الخمول البدني أكثر انتشارًا بين النساء وكبار السن والأشخاص من الفئات الاجتماعية والاقتصادية المنخفضة والأشخاص ذوي الإعاقة.
وفي عام 2005، قدر أن 80% من الوفيات الناجمة عن أمراض القلب والأوعية الدموية تحدث في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل. ويتزايد انتشار أولئك الذين يعانون من زيادة الوزن والسمنة في البلدان النامية، وحتى في المجموعات ذات الدخل المنخفض في البلدان الأكثر ثراء. إن ظهور الأمراض المزمنة، إلى جانب العبء الحالي للأمراض المعدية مثل فيروس نقص المناعة البشرية/الإيدز والملاريا والسل، يؤدي إلى "عبء مرضي مزدوج" على البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل.
هناك مجموعة من المنهجيات المستخدمة في جميع أنحاء العالم لتقديم استراتيجيات تعزيز الصحة والوقاية، ومن الأمثلة المثيرة للاهتمام ظهور المعلومات الصحية على الإنترنت للبلدان النامية. ومع ذلك، تظل الرياضة والنشاط البدني استراتيجية جذابة ومنخفضة التكلفة لتعزيز السلوكيات وأنماط الحياة الصحية طوال العمر وتقليل عبء الأمراض المزمنة على أنظمة الصحة العامة.
الصورة بواسطة B Mat an gelo https://unsplash.com/photos/-BUPaAMSOdE